عبرة من قصة طالوت وجالوت


في قصة طالوت وجالوت عبرة عظيمة وفائدة جليلة إذ تتحدث القصة أن بني إسرائيل بعد زمن موسى عليه السلام ذهبوا لنبي لهم اسمه شمويل وقالوا له اجعل لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وكانوا قد تعرضوا في تلك الفترة لغزوات الأمم القريبة منهم كالعماليق، وأهل مَدْيَن وفلسطين والآراميين وغيرهم، فمرة يَغْلبون وتارة يُغْلبون.

وقد كان العبرانيون في حرب مع جالوت وجيشه،فغلبهم جالوت، وأخذ تابوت العهد منهم، وهو التابوت (الصندوق) الذي فيه التوراة أي الشريعة، فعزَّ عليهم ذلك، لأنهم كانوا يستنصرون به.


عندما طلبت بني إسرائيل من نبيهم صموئيل ملكاً من بعد موسى. اختار لهم الله طالوت، ولكن بني إسرائيل لم تجده جديراً بالعرش. كان طالوت ذو بسطة في علمه وبنيته. فاخبرهم صموئيل أن الدليل المادي على ملكه هو عودة التابوت الذي أخذه منهم العماليق إليهم، وأن الملائكة تحمله إلى بيت طالوت تشريفاً وتكريماً له، فرضوا به.


قام طالوت بتكوين الجيش وجمع الجنود لمحاربة (العماليق) بزعامة أو إمارة جالوت الجبار الذي كان قائدهم وبطلهم الشجاع الذي يهابه الناس.
وتم فعلاً اختيار سبعين أو ثمانين ألفاً من شباب بني إسرائيل لم يثبت منهم إلا 7000 تقريبا لنهاية المعركة، وخرج معهم لقتال الأعداء.
فلما كُتب عليهم القتال تولوا إلا قليلًا منهم
لو إعتبرنا إنهم 100 %
تولى منهم 70 % حتى يصدُق اللفظ ( إلا قليلًا منهم ) لأنه لو تولى نصفهم لما اختار الله هذا اللفظ
ثم لمّا فصل طالوت بـ 30 % من قوام جيشه
إبتلاهم الله بنَهَرٍ وكان الإبتلاء ألا يشربوا إلا إغترافًا ( غُرفة بحجم قبضة اليد ) وكان عطشهم شديدًا جدًا
فشربوا منه ولم يثبتوا أمام الابتلاء إلا قليلًا منهم
القليل من الـ 30 % تقريبًا حتى يصدُق اللفظُ القُرءآني 10 %
فتخيلتُ أن كيف لـ 10 % أن يتحملوا فكرة خوض الحرب
فوجدتُ الآيه ( فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ )
إلا أن فِئة منهم رسخ الإيمان بالله في قلوبهم قالوا
(قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
أنظر ماذا حدث لهم
فأكرم الله أولائك الذين قالوا لا طاقة لنا اليوم بأمرين أولهما أنهم ثبتوا في أختبارين والثاني أنهم لازموا تلك الفئة الثابته على الحق رُغم كل العقبات


فلما التقى الجمعان
قال أصحاب طالوت الـ 10 % ( ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )
وتأتي حِكمة ربك وروعة اللفظ القرءآني المُعجز فيُتبع الله دعائهم بكلمة ( فهزموهم ) مباشرة
ليس بين دعائهم وبين إستجابته إلا فراغُ السكتة بين الآيات
وفي نهاية القصة تعرف أن داوود عليه السلام كان من بين جيش طالوت وأنه هو من قتل جالوت حيث ذهب داود إلى طالوت يستأذنه بمبارزة جالوت أمير العماليق وكان من أشد الناس وأقواهم، فضن به وحذره. ثم تقدم بعصاه، ومعه مقلاعه، وبعد كلام مع جالوت، رماه داود بحجر، فأصاب جبهته فصرع، ثم تقدم منه وأخذ سيفه، وحزّ به رأسه، وانتصروا على جيش جالوت بعد موته. فزوجه الملك ابنته "ميكال" وجعله رئيس الجند.


فما ظنُك بـ 10 % بينهم داوود عليه السلام ، إلا أن الله ناصرهُم
ذاك ورب الكعبة لهو التمحيص .
.
الصورة أرشيفية لتقريب الفكرة فقط ....
.
.
تفسير القرطبي وابن كثير ومصادر كثيرة متواترة والقصة مشهورة .


المصدر : التاريخ الاسلامى
شكرا لك ولمرورك