خير امة اخرجت للناس


#خير_امة_اخرجت_للناس

"لقد كان الفتح الإسلامي الأندلس نعمة عظيمة على أوربا كلها،إذ أوصل المسلمون لأهل تلك البلاد النور المعنوي الباقي الخالد المتمثل في رسالة الإسلام العظيمة،و أوصلوا لهم النور الحسي المتمثل في الحضارة العظيمة التي أقاموها فأنجبت أجيالا بارزة من العلماء و المفكرين و المبدعين في مختلف فروع العلوم و المعارف،و قدموا للحضارة الإسلامية و الإنسانية العالمية إسهامات جليلة كان لها الفضل الأكبر في نهضة أوربا الحديثة،إذ فتحت لرواد تلك النهضة آفاقا و طرقا للإبداع و الإختراع و الإبتكار!

يقول روسكين جب: "لعل خير ما أسدته الآداب الإسلامية لأوروبا أنها أثرت بثقافتها وفكرها العربي في شعر ونثر العصور الوسطى"

و هناك قصص أوروبية تعتبر أندلسية قلبا و قالبا مثل قصة (دون كيشوت) و قصة (رودينسون كروز) المقتبسة من قصة (حي بن يقضان) للكاتب الأندلسي ابن الطفيل،و غيرهما من عشرات الأمثلة!

وفي المجال الفلسفي،استفادت أوروبا من فلاسفة الأندلس أمثال : ابن باجة السرقسطي،وابن طفيل،وابن رشد،حتى قيل إن تعاليم ابن رشد الفلسفية هي التي دفعت الأوروبيين إلى عصيان تعاليم الكنيسة والأخذ بمبدأ حرية الفكر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة مما دفع الكنيسة إلى إصدار عدة قرارات بالحرمان لمن يردد فلسفته!

واستطاع مسلمة المجريطي أن يكون إماما في الرياضيات في الأندلس وخطا هو وغيره من رياضيي المسلمين خطوات هائلة في تطوير علومها المختلفة من حساب وهندسة وجبر وميكانيكا وحساب مثلثات وفلك،وقد نقل بابا روما قبل أن يصل إلى الباباوية نظام الحساب ونظام الصفر إلى أوروبا من الأندلس!
وقد كان مرصد قرطبة منارا لعلم الفلك،واستطاع الزرقالي الطليطلي أن يخترع جداول فلكية تعتمد على قوانين عديدة فيما يخص كل كوكب وحركاته ووضعه وسرعته وانتقاله ورجوعه وما إلى ذلك،وقد نسب هذه الجداول لنفسه ألفونسو العاشر القشتالي وصارت تعرف في الغرب باسمه كعادة الأوربيين في غمط المسلمين حضاراتهم وعلمهم!!

ويصعب حصر استكشافات المسلمين في علم الفلك وعظمتهم في هذا المجال ولا تزال كثير من المصطلحات الفلكية الغربية اليوم تحمل الأسماء العربية كما هي بدون تحريف تقريبا!
وفي المجال العسكري استطاع الغرب أن يستفيد من تقدم المسلمين في اختراع القنابل والأسلحة النارية،وعندما هاجم ألفونسو الحادي عشر مدينة الجزيرة الخضراء جنوب الأندلس عام ۱۳٤۲م فاستعمل المسلمون ضده الأسلحة النارية وكان حاضرا معه آنذاك كونت دربي وكونت سالسبوري الإنجليزيان فشاهدا نتائج هذا الاختراع وأسرعا في نقل كيفية صنعه واستعماله إلى بلادهم،واستخدمه الإنجليز بعد أربع سنوات في معركة "كرسي" ضد الفرنسيين!
أما الطب والجراحة فيكفي في هذا المجال عائلة ابن زهر وابن رشد وابن البيطار المالقي وابن حزم الأندلسي وأبو القاسم الزهراوي وغيرهم ممن ترجمت كتبهم وكانت مراجع معتبرة إلى فواتح القرن التاسع عشر!
وفي ميدان الصناعة كان للأندلس دور بارز في تعريف الأوروبيين بعدد هائل من الصناعات منها الورق والدباغة والنسيج والخزف والزجاج والسكر والبارود والزخرفة وغيرها!
ويكفي أن أول مصنع للورق في أوروبا كان في إيطاليا وأقيم سنة ۱۲۷٦ م وكان الفضل في ذلك يعود إلى مصنع الورق في شاطبة ومصانع الورق في المغرب العربي!
وأما الزراعة فيعود الفضل للمسلمين في تعريف أوروبا بمزروعات لم تكن معروفة لديها قبل ذلك مثل القطن وقصب السكر والبرقوق والياسمين والزعفران والزنجبيل وغيرها!

[المصدر]
من كتاب "استجابات إسلامية لصرخات أندلسية"،للدكتور محمد بن حسن بن عقيل موسى،الصفحات(23_24_25_26)

[رابط تحميل الكتاب]
• http://download-date-history-pdf-ebooks.com/9878-free-book
شكرا لك ولمرورك